New Page 1

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية

 
التعليم

ان تاثير سياسة الحكومة على شكل التركيبة الطبقية يمكن استخلاصها من الاحصائيات المتوفرة عن تنظيم التعليم والتدريب اضافة الى التشغيل والرواتب. استنادا الى التركيز التاريخي على التوسع في وسائل التعليم، فان قادة حزب البعث والعديد من الطبقة الوسطى العراقية تمكنت من الانتقال من الطبقة الريفية او الطبقة المدنية الدنيا الى الطبقة المدنية المتوسطة وحتى من هم في المراكز العليا في الدولة، والقطاع العام والمجتمع بصورة عامة.
لقد تم ابراز التاريخ الاشتراكي في جهود الحكومة لمنح فرص متساوية وتعميمها في مجال التعليم الاساسي على كل مساحة القطر.
ازداد عدد طلبة المدارس الابتدائية بين 1976 و 1986 بنسبة 30%؛ حيث ازدادت نسبة الطالبات من 35% الى 44% من المجموع. وزاد عدد معلمي المدارس الابتدائية بنسبة 405 خلال الفترة ذاتها. اما في مستوى المدارس الثانوية فقد ازداد عدد الطلبة بنسبة 46% حيث ازداد عدد الطالبات بنسبة 55% من 29 الى 36 % من المجموع. اما بغداد التي تضم حوالي 29% من مجموع السكان، فقد زادت فيها النسبة ب 26% من طلبة الابتدائية و 27% من طالبات الابتدائية و 32% من طالبات الثانوية.
لقد وفرت الدولة التعليم من خلال نظام تعليم مركزي. ففي بداية الثمانينات شمل النظام التعليمي ست سنوات من التعليم ابتدائي (او الاولي) بما يعرف بالمستوى الاول. اما المستولى الثاني فهو من ست سنوات ايضا ويشمل الثانوية-المتوسطة والثانوية-الاعداديةكل مرحلة من ثلاث سنوات. يمكن للخريجين من الالتحاق اما بالكليات الاختصاصية، او معاهد المعلمين او بالجامعات والكليات المتنوعة او المعاهد الفنية.
كان عدد طلبة المنطقة الوسطى للمرحلتين الابتدائية والثانوية يفوق عددهم في الشمال، على الرغم من ان عددهم في الشمال كان يقل قليلا عن عدد الطلبة في الجنوب. نجحت الحكومة قبل الحرب في التقليل من التركيز على وسائل التعليم الابتدائي والثانوي في المدن الرئيسة وخاصة بغداد. اما التعليم المهني والذي كان قليلا في العراق فقد تلقى اهتماما رسميا كبيرا في الثمانينات. فلقد زاد عدد الطلبة الى ثلاثة اضعاف في الحقول والمجالات الفنية منذ 1977 الى مايزيد عن 120.090 في عام 1986 .
ولقد حقق نظام البعث منذ نهاية الستينات نجاحا في تقليل التباين ضمن المنطقة بالرغم من ان الاحصائيات لا توضح ذلك. فبغداد مثلا كانت الموطن لكل وسائل التعليم لما فوق التعليم الثانوي، حيث كانت تضم جامعة بغداد، والتي كانت تضم في العام 1983-84 حوالي 34.555 طالبا وايضا الاسس للمعاهد الفنية التي كانت تضم 34.277 طالبا، والجامعة المستنصرية ب 11.686 طالبا والجامعة التكنولوجية 7.384 طالبا. اما مجموع الجامعات في البصرة والموصل واربيل فكانت تضم 26% من مجموع الطلبة فب التعليم العالي في السنة التعليمية 1983-84.
ازداد في الثمانينات عدد الطلبة الذين يبحثون عن درجات علمية اعلى. ففي منتصف الثمانينات وضعت الحكومة خططا لتوسيع جامعة صلاح الدين في اربيل وتاسيس جامعة الرشيد خارج بغداد. لم تكن الاخيرة قد فتحت بعد في عام 1988 ولكن صممت الجامعتان لتضمان 50.000 طالب. اضافة الى ذلك ففي كانون اول 1987 اعلنت الدولة خططا لانشاء اربعة جامعات جديدة: واحدة في تكريت في الوسط وواحدة في الكوفة والقادسية في الجنوب وواحدة في الانبار في الغرب. لم تعرف تفاصيل تلك الجامعات.
ولقد واجهت الدولة مشكلة كبيرة فيما يخص التعليم ابان نشوب الحرب. فبالرغم من النقص البشري خلال الحرب الا ان ان الدولة لم تكن ترغب في حجب او تحديد الجامعات ايمانا منها بان هؤلاء هم امل المستقبل. ففي بداية 1988 قامت الدولة باعفاء الطلبة من الخدمة العسكرية لحين تخرجهم، وصارت هذه سياسة لم تحد الحكومة عنها. ان هذه السياسة لم تستفد منها الطبقة الفقيرة والذين كان عليهم الخدمة لعدة سنوات نظرا للنقص العددي.

UP

الصحة
كانت الدولة تسيطر على كل الامور الطبية خلال الثمانينات، وكان معظم الاطباء موظفين في وزارة الصحة. الخدمات الوقائية والعلاجية في المستشفيات الحكومية والصيدليات وخدمات الاطباء الحكوميين كانت مجانا. ضمت الوزارة مديريات الصحة، والطب الوقائي، والتجهيزات الطبية، وخدمات الصحة الريفية، والخدمات الطبية. كان مفتش الصحة العام يطبق القوانين والتعليمات الصحية. كانت المستشفيات الخاصة والعيادات الخاصة عرضة للتفتيش من قبل وزارة الصحة. كانت وزارة الصحة ممثلة في كل محافظة من قبل مدير صحة المحافظة، والذي كان قبل الحرب، يمارس المهنة في عيادة خاصة لدعم راتبه الحكومي. كان هؤلاء يمارسون مهام ادارية في المستشفيات والعيادات والصيدليات. كانت مهام الموظفين الصحيين في المناطق الريفية تتاثر جديا بقلة وسائل المواصلات.
احدى اكثر المشاكل التي واجهت وزارة الصحة في فترة ماقبل الحرب هي نقص الكادرالمدرب. لقد كان النقص هذا نتيجة ان معظم الكادر الطبي كان متمركزا في المدن الرئيسة مثل بغداد والبصرة. كان على الاطباء الذين صرفت الدولة على تعليمهم الخدمة لاربعة سنوات في الخدمة الصحية العامة، ولكنهم كانوا يرفضون الخدمة خارج المدن وكانوا يعملون جهدهم للعودة الى بغداد.
كانت الاحصاءات متوفرة لغاية 1983 ، ففي 1988 كانت محافظة العاصمة والتي تضم 29% من السكان لديها حوالي 37% من مجموع اسرة مستشفيات القطر، و 42% من العيادات الحكومية و38% من الكوادر الصحية . ان زيادة عدد العيادات في المحافظات قد وفر لسكان الريف بعض العناية الصحية الاساسية. وبنفس الوقت، كانت الخدمات قد تدهورت منذ بدء الحرب في المناطق الكردية في المحافظات الشمالية.
ان المعلومات المنشورة عن الاجراءات الوقائية والامراض المستوطنة هي قليلة جدا. فيذكران العراق في اواسط الثمانينات كانت لديه حالات كثيرة من التراخوما، والانفلونزا، والحصبة، والسعال الديكي والسل. ان الاوضاع السيئة ومصادرالمياه الملوثة قبل الحرب كانت العوامل الاساسية في انتشار الامراض. نسبة كبيرة من السكان كانت تعيش في قرى ومدن تقع على قنوات الري والانهر الملوثة لفضلات الانسان والحيوانات. ان مصادر المياه هذه اضافة الى برك من المياه الملوثة كانت احيانا هي مصادر مياه القرى للشرب والطهي والاستحمام. ان الفيضانات الموسمية للانهر لوثت موارد المياه ونشرت امراض تنتقل بواسطة المياه.
يعتبر نهرا دجلة والفرات وروافدهما مصادر المياه الاساسية لبغداد وبعض مدن المحافظات الرئيسة. تقع اربيل والسليمانية في المنطقة الجبلية في الشمال ولديها مايكفيها من مياه الينابيع. اما البصرة والموصل وكركوك فتخزن المياه بخزانات مرتفعة وتعالج كيميائيا قبل التوزيع. اما في بغداد فان المياه تصفى وتعقم بالكلور وتضخ الى الدور بشبكة انابيب او عن طريق خزانات منتشرة في مناطق عديدة من المدينة. اما المدن الاصغرفان المياه غير محمية ونادرا ما تفحص للصلاحية.

UP

الرعاية الاجتماعية
كان العراق ومن خلال اقتصاده الاشتراكي، يولي الرعاية الاجتماعية اهتماما خاصا. ان هذا كان في مجال الضمان الاجتماعي الذي زاد خلال الحرب. لم تتيسر احصاءات في بداية 1988 والتي يمكن من خلالها الحكم على نطاق الضمانات والتعويضات التي كانت الدولة تدفعها لموظفيها وعوائلهم لشهداء الحرب – وكانت تدعم الشباب الذين كانوا يقومون بمهام تطوعية بسخاء. فالعائلة التي تفقد ابنا لها في القتال كانت تدعم طول حياتها اضافة الى منحها قروضا من المصارف الحكومية بشروط بسيطة وقطعة ارض كهدية.
القليل من المعلومات كانت متوفرة في 1988 فيما يخص غطاء الرعاية الاجتماعية. ان آخر ما نشر من بيانات هي لغاية 1983 حيث شملت 824.560 عاملا بنظام الرعاية الاجتماعية. اضافة الى ان الرواتب التقاعدية كانت تدفع للمتقاعدين والمعوقين اضافة الى تعويض العاملين عن الاجازات المرضية واجازات الولادة.
 

UP

 

Copyright © 2003 IraqWho.com  All Rights Reserved.

 الرئيسية | حول الموقع | حول العراق | التاريخ | الثقافةالسياحة | الوصلات | اتصل بنا | كارتات | اخبر صديقا